هل سألت نفسك يوماً ما الذي يجعل قلوبنا تخفق بشدة عند رؤية علم بلادنا يرفرف في المحافل الكروية العالمية؟ إنه الشغف بكرة القدم، تلك الساحرة المستديرة التي توحدنا وتلهب حماسنا.
وفي عالم الأرقام والإحصائيات، يبقى تصنيف الفيفا الشهري هو بطاقة التقرير الرسمية التي ننتظرها جميعاً لنرى أين يقف منتخبنا الوطني بين كبار العالم.
مع دخولنا منتصف عام 2025، أصبحت الصورة أكثر وضوحاً، والمنافسة على زعامة الكرة العربية أكثر شراسة من أي وقت مضى.
دعنا نلقي نظرة سريعة على الترتيب الحالي قبل أن نغوص في تفاصيل أسباب هذا الترتيب.
جدول ترتيب المنتخبات العربية الأبرز في تصنيف الفيفا (يوليو 2025)
لكي نضع الأمور في نصابها، إليك نظرة على الترتيب الافتراضي لأبرز 10 منتخبات عربية بناءً على الأداء الأخير في منتصف عام 2025.
تذكر أن هذا الترتيب يتغير بناءً على نتائج المباريات الرسمية والودية، حيث إن الفوز على منتخب قوي يمنحك نقاطاً أكثر بكثير من الفوز على منتخب متواضع.
الترتيب العربي | المنتخب | الترتيب العالمي التقريبي |
1 | المغرب | 13 |
2 | قطر | 35 |
3 | مصر | 38 |
4 | تونس | 42 |
5 | السعودية | 49 |
6 | الجزائر | 51 |
7 | العراق | 55 |
8 | الإمارات | 67 |
9 | الأردن | 69 |
10 | عمان | 75 |
المغرب يواصل التحليق في الصدارة: أسود الأطلس رمز للثبات
كما هو متوقع، يواصل المنتخب المغربي تربعه على عرش صدارة المنتخبات العربية والأفريقية، محافظاً على مكانته المرموقة التي اكتسبها بجدارة واستحقاق.
لم يكن إنجاز مونديال 2022 مجرد صدفة عابرة، بل كان بمثابة حجر أساس لمرحلة جديدة من التألق. فما هي أسرار هذا التفوق المستمر؟
أسباب التفوق المغربي
السبب الأول يكمن في الاستمرارية. فبعد الإنجاز التاريخي في قطر، لم يركن “أسود الأطلس” للراحة، بل واصلوا تقديم أداء قوي وثابت في تصفيات كأس العالم 2026 وكأس الأمم الأفريقية.
أضف إلى ذلك الجيل الذهبي من اللاعبين الذين ينشطون في أكبر الأندية الأوروبية، مثل أشرف حكيمي وياسين بونو وغيرهم، مما يمنح الفريق جودة فنية وخبرة لا تضاهى.
هذا المزيج بين الاستقرار الفني وموهبة اللاعبين جعل من المنتخب المغربي قوة كروية يُحسب لها ألف حساب.
تأثير التصنيف على المستقبل
قد تتساءل: “وما أهمية هذا التصنيف حقاً؟” حسناً، التصنيف المرتفع بمثابة مفتاح ذهبي يفتح أبواباً أسهل في المستقبل. فهو يضمن للمغرب وجوده في المستوى الأول عند إجراء قرعة البطولات الكبرى، مما يعني تجنب مواجهة المنتخبات العملاقة في الأدوار الأولى.
هذا الأمر يمنحه أفضلية استراتيجية هائلة ويعزز من فرصه في الذهاب بعيداً في أي بطولة يشارك فيها.
صراع شرس في المراكز المتقدمة: قطر، مصر، والسعودية في قلب المنافسة
خلف المغرب، تشتعل المنافسة على أشدها بين ثلاث قوى كروية عربية لا يستهان بها. فالمراكز من الثاني إلى الرابع تشهد تقلباً مستمراً، مما يجعل كل مباراة دولية لها وزنها في تحديد خريطة القوى.
قطر بطل آسيا.. طموح لا يتوقف
المنتخب القطري، “العنابي”، أثبت أنه ليس مجرد بطل قاري، بل هو مشروع كروي ناجح ومستدام. فوزه بكأس آسيا الأخيرة لم يكن نهاية المطاف، بل بداية لمرحلة جديدة من الحفاظ على القمة.
بفضل الأداء المميز في التصفيات الآسيوية والنتائج الإيجابية في المباريات الودية، نجح المنتخب القطري في تثبيت أقدامه كأحد أفضل المنتخبات في قارته وعلى الصعيد العربي.
عودة الفراعنة والتحسن السعودي
من ناحية أخرى، نشهد عودة قوية للمنتخب المصري. “الفراعنة” استعادوا الكثير من بريقهم المفقود، وباتوا يقدمون أداءً مقنعاً ونتائج إيجابية في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، مما انعكس بشكل مباشر على تقدمهم في تصنيف الفيفا.
أما “الأخضر السعودي”، فيواصل رحلة التطور بثبات. فمع دوري محلي قوي ونتائج جيدة في تصفيات كأس العالم، يظل المنتخب السعودي منافساً قوياً وموجوداً دائماً في قلب صراع الكبار.
خاتمة: مستقبل مشرق وتنافس متزايد
في الختام، يمكننا القول إن خريطة كرة القدم العربية في عام 2025 تبدو واعدة ومثيرة. لدينا منتخب مغربي يمثل القارة العربية خير تمثيل في المحافل العالمية، ولدينا صراع ثلاثي أو رباعي محتدم على مركز الوصافة، وهو ما يرفع من مستوى التنافسية ويصب في مصلحة الجميع.
الأكيد أن الشهور القادمة ستكون حافلة بالإثارة مع استكمال التصفيات القارية المؤهلة لكأس العالم. المستقبل يبدو مشرقاً، والمنافسة ستزداد شراسة، وهذا هو أجمل ما في كرة القدم العربية.